منهجية تكسير البنية وتجديد الرؤيا
منهجية تكسير البنية وتجديد الرؤيا
تندرج القصيدة ضمن خطاب الشعر الحر الذي يعتبر قطيعة إيستيمولوجية للقصيدة العربية التقليدية، وقد أملت ذلك الظروف التي عاشها الشعراء خصوصا بعد نكبة فلسطين 1948، وهزيمة يونيو1967، وهو خطاب جاء نتيجة تحولات جذرية عرفها العالم العربي أدت بتغيرات واضحة في البنيات الشعرية وفق خطاب حداثي لا يلتفت إلى نموذج سابق، بل يقوم على الأخذ بتلابيب الحداثة رؤية ومنهجا، فنتج عن ذلك شعر مخالف لكل ما ألفناه في القصيدة العمودية، ويعد الشاعر (اسم الشاعر ...) أول من فتح أكمام هذا النموذج الشعري الجديد، فإلى أي حد يعد نص (عنوان النص) مثالا واضحا لشعر تكسير البنية وتجديد الرؤيا شكلا ومضمونا؟
يتضح من خلال النظرة البصرية للنص أن القصيدة تضع قطيعة و حدا فاصلا مع الموروث الشعري التقليدي، فقد كسرت الشكل الهندسي للقصيدة العمودية باستثمار نظام السطر الشعري عوض نظام الشطرين المتناظرين، كما اعتمدت تنويع القافية والري بدل وحدتهما، وتتفاوت الأسطر فيما بينها من حيث الطول.
وبقراءتنا لعنوان النص (.العنوان.....),البيت الاول الذي يتحدث عن (...... )والبيت الاخير الذي خص حديثه عن (.......)يمكن أن نصوغ فرضية للقراءة مفادها (الفرضية....)
فإلى أي حد تتحقق هذه الفرضيات ؟.
استهل الشاعر قصيدته (...مضمون الجزء الاول ....)ثم جاء ليبين (..مضمون الجزء الثاني ..........)وفي نهاية القصيدة(...مضمونها..................)
ان طبيعة القضايا التي تناولها الشاعر بعيدة كليا عما درج عليه شعراء احياء النموذج وشعراء الذات، اننا امام رؤيا، رؤيا الشاعر الحديث الذي اقتنع بان تطوير القصيدة لا ينبغي ان يقتصر على جوانبها الشكلية والبنائية بل ينبغي ان يكون شاملا فاين تتجلى هذه الشمولية؟
عند قراءتنا للنص يلفت انتباهنا دلك الاستعمال المعجمي السلس الذي مال فيه الشاعر إلى التجربة الشعورية والرؤية الشاملة اعتماد لغة سهلة رمزية ابداعية ، وقد حضرت بقوة مكونات الحقل الدلالي مثلا دال الرؤيا الذاتية: (أمثلة على كلمات) في ارتباط مع عناصر حقل مثلا المرض ( أمثلة على كلمات)
إن أول ملاحظة نسجلها و نحن بصدد قراءة هذا المعجم هي هيمنة الألفاظ الدالة على (الحقل المستعمل اكثر ) ويمكن تفسير ذلك ب(.......... علاقة بالمضمون) .
نستنتج إذن من دراسة القاموس الشعري إن القضية ملتقاه من حقول دلالية متنوعة وغنية بالرموز لتفتح باب التواعي الثقافي في ذاكرة المتلقي الذي عليه إن يدرك إن لغة القصيدة ترقى إلى مستوى الرمز
أما فيما يخص الصورة الشعرية وظف الشاعر مجموعة من الصور والتي من بينها التشبيه في(السطر مثلا البيت الاول....ه) حيث شبه (.....................) ب (..........................)الاستعارة في السطر (..........) شبه الشاعر (............) وهي استعارة (مكنية / تصريحيه)
بالإضافة إلى المجاز في السطر (..........) والكناية في السطر (..........)
وكذلك الرمز في البيت (...... )حيث يقصد ب ( الرمز المستعمل في القصيدة )
بالإضافة إلى الأسطورة في السطر (......) يقصد بها (..)
هكذا نجد الصور قد أضفت على القصيدة صبغة جمالية تتميز بالطابع الانزياحي من جهة ، والتعبير عن أحاسيس الشاعر من أجل التأثير في المتلقي من جهة ثانية
و انسجاما مع الوظيفة التعبيرية المهيمنة في النص نظم الشاعر قصيدته على وزن البحور الصافية (.اسم البحر .....)وتفعيلته هي
( .....) بحر منسجم مع موضوع النص ,و قافية (مثلا /0/0) قافية(مطلقة أو مقيدة) رويها (م.ن...) او قافية متنوعة (......) و روي متنوع (..م ن..) بحسب تنوع المشاعر و الأحاسيس ، بذالك يكون الشاعر قد خالف الشكل التقليدي نزوحا نحو التطوير و التجديد ، هذا على مستوى الايقاع الخارجي .
أما فيما يخص الإيقاع الداخلي للنص فتمثل في التوازي بأنواعه حيث نجد توازي (صوتي) (أمثلة من النص)
( دلالي,) (أمثلة من النص)( تركيبي) (أمثلة من النص) (الجناس)( أمثلة من النص) (الطباق) (أمثلة من النص) كدالك التكرار( على مستوى الأصوات أي الحروف أمثلة من النص),( تكرار الألفاظ, أمثلة من النص) (تكرار الكلمات, أمثلة من النص) (تكرار الجمل أمثلة من النص ) هكذا تتضافر مكونات البنية الإيقاعية لتعري الحالة التي جاءت عليها القصيدة مما تعطي للنص جرسا موسيقيا يحمل في طياته نوع من الجمالية والتنميق ويضيف نغمة إيقاعية تزيد من فنية البناء .
وبانتقالنا إلى الأسلوب والتعبير فالشاعر وظف مجموعة من التقنيات المتداولة لتبليغ المضامين السابقة من خلال مجموعة من الأساليب نذكرها على الشكل التالي
: الأساليب الخبرية (حيث تحضر الجمل من النص (كذلك الجمل الفعلية (حيث تحضر الجمل النص الدالة على الحركة والانفعال) - الجمل الاسمية (حيث تحضر الجمل من النص) بالإضافة إلى الأساليب الإنشائية (الأمر أمثلة من النص )-(النهي أمثلة من النص)-(الاستفهام أمثلة من النص)- (النداء أمثلة من النص)- (النفي.. أمثلة من النص).
بالنسبة للضمائر فقد زاوج الشاعر بين الضمائر( (الغائبة امثلة من النص )-(الحاضرة امثلة من النص )-(المتكلمة امتلة من النص ) (والمخاطبة امتلة من النص بالإضافة إلى هيمنة ضمير المتكلم المفرد (...أمثلة...) الذي يدل على الشاعر من اجل تأكيد الذاتية في النص . وكل هذه الأساليب عكست الطابع العفوائي والتلقائي لمنطوق القصيدة
و يلاحظ أن الأسلوب المهيمن هو الأسلوب الخبري نظرا للرغبة الملحة للشاعر في اخبار المتلقي عن كل مكبوتاته وأحاسيسه التى طالما عبر عنها في كل محتويات القصيدة في حين الانشائية تعكس لنا احاسيس الشاعر
هكذا يتضح ان قصيدة (عنوان القصيدة ....)لصاحبها( اسم الشاعر.)مثلت (الشعر الحديث) حيث حافظت على أسسه من حيث الشكل الالتزام بنظام الأسطر الشعرية كذالك تنويع القافية والروي والصورالشعرية التي تتقارب فيها أطراف التشبيهات و الاستعارات بالاضافة الى الرمز و (الأسطورة اذا كانت موجودة) وتميزها بالجمالية والعناية باللغة الانزياحية إلى جانب العناية بالإيقاع والموسيقى الشعرية
وغيرها من مميزات القصيدة الحداثية أما على مستوى المضمون فقد اعتمد الشاعر (مضمون النص ) مما يسمح لنا في الأخير بالقول إن النص يمثل تجربة الشعر الحديث شكلا ومضمونا .
منهجية تكسير البنية وتجديد الرؤيا
Reviewed by JAMAL BEN RABHA
on
أبريل 17, 2019
Rating: