منهجية المنهج الاجتماعي

المنهج الاجتماعي

المنهج الاجتماعي هو منهج  نقدي يستند في مرجعياته إلى النظريتين الوضعية والماركسية وقد ظهر في الغرب بداية القرن 19 مع مدام دوستايل و ايبوليت تين  وطوره لوسيان كولدمان وجورج لوكا تش وسماه بالبنيوية التكوينية التي جمعت بين الشكل و المضمون في دراستها للأدب فهو منهج يدرس العمل الأدبي باعتباره نتاجا لفعل مجتمعي، ينتجه فاعل اجتماعي هو الأديب، ويتوجه به إلى جماعة ما في سياقات اجتماعية ما، أي أنه يبحث أساسا عن العلاقات التي تربط الإبداع الأدبي بالشروط الاجتماعية المؤطرة  له عبر تتبع الخلفيات الاجتماعية المتحكمة في إنتاجه واستهلاكه. وعليه، فالمنهج الاجتماعي يرى أن الأديب لا يعيش معزولا عن بيئته ووسطه الاجتماعي، وأن الإنتاج الأدبي ليس منفصلا عن السياق الاجتماعي الذي يظهر فيه، إذ يعكس العلاقات الاجتماعية للمجتمع ويتبنى موقفا منها ومن رواده طه حسين , محمد بنيس , ونجيب العوفي ,محمد مندور, محمود امين ,  و ( الكاتب اسم صاحب النص.. العربي الذي استفاد من قراءته في الأجناس الأدبية فاختار المنهج الاجتماعي يسائل به الظاهرة الأدبية .

 فإلى أي حد يمثل نصه هذا مقومات المنهج الاجتماعي شكلا ومحتوى؟

بعد قراءتنا للعنوان (.اسم العنوان ..) الذي جاء جملة (اسمية أو فعلية) بداية ونهاية النص نفترض إننا بصدد معالجة نقدية اجتماعية   فإلى أي حد تتحقق هذه الفرضية؟                                                                

النص الذي بين أيدينا عبارة عن مقالة نقدية يتناول فيها الناقد قضية (مضمون النص).  وقد تناول الكاتب في هذا النص مجموعة من المضامين الفرعية [تقسيم النص )

 استهل الكاتب نصه ب (....) تم انتقل ليؤكد على( .... )وأخيرا خلص بنا إلى فكرة نهائية (....)

 يتضح لنا من خلال مضامين النص انه ينتمي  للمنهج الاجتماعي حيث اطر الناقد النص ضمن خصوصيته الاجتماعية والتاريخية مستبعدا الجانب الفني الجمالي للنص .

 والعلاقة بين هذه المفاهيم علاقة متكاملة جعلها  الناقد في خدمة الرؤية النقدية الاجتماعية حيث الظاهرة الأدبية تعكس الظاهرة الاجتماعية .

وقد سعى الناقد في إطار تشكيل هذه الرؤية النقدية الاجتماعية إلى التوصل بمجموعة من المفاهيم تتوزع في معجم نقدي يتفرغ إلى مجموعة من الحقول الدلالية منها

أولها الحقل الدال على ( أكتب الحقل الأول مثلا الحقل الاجتماعي او الحقل الادبي.....  ) والمفاهيم المتصلة بهذا الحقل نجدها تتجسد في ( أكتب المصطلحات المرتبطة بهذا الحقل ) والحقل الثاني ( الحقل الثاني ) والمصطلحات المرتبطة بهذا الحقل نجدها تتجسد في قوله ( أكتب المصطلحات المرتبطة بهذا الحقل والحقل الثالث (اسم الحقل ) ( أكتب المصطلحات المرتبطة بهذا الحقل.

والعلاقة بين هذه المفاهيم علاقة متكاملة جعلها  الناقد في خدمة الرؤية النقدية الاجتماعية حيث الظاهرة الأدبية تعكس الظاهرة الاجتماعية .

 

وردت في النص مرجعيات متعددة أهمها الماركسية(.مثلا خلال الحديث عن البنية الذهنية والفكرية....)،اجتماعية(.مثلا اعتمد منهجا اجتماعيا يصل بين الظاهرة الأدبية وحركة الواقع الاجتماعي..)، أدبية نفسية(....)، بنيوية(....)، تاريخية(....)، فلسفية(…. )

وقد التمس الناقد لجعل موقفه مقبولا امام المتلقي منهجا (استنباطيا حيث انتقل من العام ....إلى الخاص ..... او منهجا استقرائيا من الخاص الى العام )مستعينا بأساليب حجاجية مثل التعريف حيث يعرف لنا الناقد(....)المقارنة اد يقارن لنا (.....)الشرح  (..... )الاستنتاج (....) التعليل (....)والتفسير(....)التأكيد...) النهي( .....)وهيمنة الخبر على الإنشاء .

وبالعودة إلى جمل النص نجدها تخضع لعملية بناء منظمة ومترابطة تركيبيا ودلاليا ومعجميا. وقد تحقق هذا الاتساق بواسطة مجموعة من الأدوات النحوية والدلالية والمعجمية. فهناك:

الاتساق ألتركيبيي يتحقق عبر الوسائل اللغوية كالوصل بين الجمل إما بالعطف مثل[و / أو / فـ /ثم أمثلة من النص ]،و الضمائر  الموصولة مثل[الذي / التي / الذين أمثلة من النص ]،  كدالك التعليل مثل [لأن / لذا أمثلة من النص ].

الاتساق الدلالي تحقق عبر الإحالة، حيث وظف الناقد الضمائر [الهاء / هو / هم] وهي تحيل على ما سبق أي إحالة قبلية، وأسماء الإشارة [هذا / هذه /]

الاتساق المعجمي: تحقق عبر التكرار والتضام، حيث تكررت مجموعة من الكلمات بعينها [النجاح /النجاح] أو بمرادفاتها [النجاح /التألق]. كما نجد التضام تحقق عبر توارد زوج من الكلمات يرتبط بعلاقات معجمية كالطباق [الولد ≠ البنت]، الجزئية [أصبع / يد]، الكلية  [بستان / زهرة]، الترتيب العددي [واحد / اثنان] ثم الترتيب الإداري [المدير / الناظر.

كما نجدان الناقد وظف مجموعة من الأساليب والإجراءات في عملية الإقناع منها:

منها [الضمائر(...../) حروف الشرط (....) التوكيد(...../ (النفي(....) التفسير(..... / )الاستدراك( ..../ )المجاز(...)التشبيه (...../ )الاستعارة (...)وأسلوب الوصف (....) بالإضافة إلى أسلوب المقارنة أساليب الإنشاء: الأمر(....)النهي(...)الاستفهام (.....)والتعجب(...... )الروابط المنطقية بين أجزاء الكلام(.....)

وهذه الأساليب كلها تسعى إلى إقناع المتلقي بقدرة المنهج الاجتماعي على تفسير الظاهرة الأدبية.

وبالعودة إلى النص نجده ينسجم وتترابط فقراته مفهوميا ومنطقيا بالعنوان والقضية الأدبية النقدية، فليست هناك مواضيع متنافرة في النص وإنما جميع الأفكار مرتبطة بالقضية المركزية.

أما لغة المقالة فتتميز بالانتقاد وهي لغة واضحة وسهلة تسعى إلى الإقناع  قبل الإمتاع إذ هي لغة بيانية مباشرة تقريرية يغلب عليها الطابع التفسيري

بعد كل هذه الأشواط من التحليل، نجد أن الناقد  (اسم الناقد )في هذه المقالة النقدية الأدبية(العنوان )التي  تحمل طابعا نقديا، حيث وظف فيها الناقد المنهج الاجتماعي   واتبع أسلوب {الاستقراء / الاستنباط}، إضافة إلى تعزيز المقالة بالأساليب والآليات الحجاجية المتنوعة والسالفة الذكر، ثم اتساقها وانسجام أفكارها، وذلك ما منحها طابع الجمالية وعليه فالنص مقالة أدبية نقدية تقوم على المنهج  الاجتماعي غي معالجة الظاهرة الأدبية إلا أن ذالك أضاء لنا جيدا الجانب الاجتماعي .